من هو المهدي المنتظر
القسم الاول
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إله الأولين
والآخرين ،وخالق الخلق أجمعين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم ، سيدنا
وإمامنا وقدوتنا وقرة عيننا محمد بن عبد الله و على آله وصحابته أجمعين ,
أما بعد :
طرح موضوعيو علمي لموضوع من أهم المواضيع التي كثر حولها الجدل ، إلا وهو موضوع :
المهدي المنتظر .
لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ذكر المهدي ، فمنها ما
أخرجه الإمام أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لوم لم يبق
من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي ،
يواطيء اسمه اسمي ،واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض عدلا ".
وجاء كذلك عند أبي داود من قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المهدي من عترتي ،من
ولد فاطمة " وجاء كذلك عند أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المهدي منا أهل
البيت ، يصلحه الله في ليله " . وجاء كذلك عند أحمد :" المهدي مني ، أجلى الجبهة
، أقنى الأنف ، يملأ لأرض قسطا وعدلا كما ملأت جورا وظلما ، ويملك سبع سنين ".
وجاء عند مسلم تنبيه على المهدي ، من قول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تزال
طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى بن مريم ،
فيقول أميرهم : تعال صلِ لنا ، فيقول : لا ، بعضكم على بعض أمراء ، تكرمه الله
هذه الأمة ".
وقد ذكر أهل العلم أن هذا الرجل الذي يتقدم ويصلى بعيسى هو المهدي ، ثم بعد ذلك
يتولى عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه زمام الأمور .
وفي رواية ذكر ابن القيم أن إسنادها جيد – " فيقول أميرهم المهدي " ، ولذلك قال
الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى عن هذه الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي
المنتظر التي أمكن الوقوف عليها – منها خمسون حديثا فيها الصحيح والحسن والضعيف
المنجبر ،وهي متواترة بلا شك أو شبهة .
كلامنا في هذه الليلة ليس لمناقشة أمر المهدي عند أهل السنة والجماعة ، وإنما
نريد أن نناقش المهدي الذي يتكلم عنه الشيعة ، وأعني بالشيعة الاثنى عشرية .
إن حكاية المهدي في معتقد الشيعة الاثنى عشرية حكاية غريبة نسج الخيال خيوطها ،
وصاغ أحداثها وأحوالها ، وتحولت بعد ذلك إلى أسطورة من أساطير الزمان ، يمجها
العقل السليم والفطرة الصحيحة ، حتى أنكرتها جل فرق الشيعة ، فضلا عن غيرهم .
إن القصة بدأت بدعوى ولد للحسن العسكري اختفى ، ثم تطورت إلى دعوى أخرى وهي أن
هذا الولد إمام ، ثم تطورت فجاءت دعوى النيابة عن هذا الإمام ، ثم إدعاء أن هذا
المختفي هو المهدي المنتظر .
إن غيبته عن الأنظار ، وعدم خروجه ، وقيادته للأمة ، سياسيا ، ودينيا ، يشكل
تحديا كبيرا للقائلين بوجوده ، وتمثل تناقضا صارخا مع القول بضرورة وجوده .
فكيف يمكننا أن نقول إن وجوده ضرورة لا بد منها ، ثم نقول في الوقت نفسه إنه غائب
، ولا بد له أن يغيب .
لذا فإننا بإثارة هذا الموضوع ، قد نوقظ الكثيرين من الاستغراق في حلم جميل ،
ولكن إلى واقع صحيح إن شاء الله تبارك وتعالى .
ما هي عقيدتهم في المهدي ؟
قال الشهرودي - وهو أحد علمائهم : " لا يخفى علينا أنه عليه السلام ، وإن كان
مخفيا عن الأنام ومحجوبا عنهم ،ولا يصل إليه أحد ، ولا يعرف مكانه ، إلا أن ذلك
لا ينافي ظهوره عند المضطر المستغيث به الملتجئ إليه ، الذي انقطعت عنه الأسباب ،
وأغلقت دونه الأبواب ، فإنه إغاثة الملهوف ، وإجابة المضطر في تلك الأحوال ،
وإصدار الكرامات الباهرة ، والمعجزات الظاهرة ،هي من مناصبة الخاصة ، فعند الشدة
وانقطاع الأسباب من المخلوقين ، وعدم إمكان الصبر على البلايا دنيوية أو أخروية ،
أو الخلاص من شر أعداء الإنس والجن ، يستغيثون به ، ويلتجئون إليه." قاله في
كتابه " الإمام المهدي وظهوره " ص 325.
هكذا يقولون ، والله تعالى يقول في وصف الكفار : ) فإذا ركبوا في الفلك ، دعوا
الله مخلصين له الدين ، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون (
أما أولئك فيستغيثون به ويلجئون إليه في ضرهم ، وفي راحتهم والعياذ بالله .
أدلة الشيعة على وجود المهدي :
وحتى لا نظلمهم فإننا نبدأ بذكر أدلتهم على وجوده ، ثم نناقشها .
أولا: أدلة العقل :
قالوا : ضرورة وجود إمام في الأرض ،عنده جميع علم الشريعة ، يرجع الناس إليه في
أحكام الدين ، ثم ضرورة أن يكون هذا معصوما ، ثم ضرورة أن يكون من أولاد الحسين
بن على ، ثم ضرورة الإيمان بوفاة الحسن العسكري ، ثم ضرورة القول بالوراثة
العمودية ، يعني من نسل الحسن يأتي مباشرة – ثم ضرورة أنه لا معصوم إلا محمد بن
الحسن العسكري ، [ وهو الإمام المهدي المنتظر] .
ولذلك يقول المرتضى :" إن العقل يقتضي بوجوب الرئاسة في كل زمان وأن الرئيس لا بد
أن يكون معصوما "
وقال المفيد :" إن هذا أصل لا يحتاج معه لرواية النصوص ، لقيامه بنفسه في قضية
العقول " .
وقال الطوسي : " إن كل زمان لا بد فيه من إمام معصوم ، مع أن الإمامة لطف ،
واللطف واجب على الله في كل وقت " .
وقال المجلسي : " إن العقل يحكم بأن اللطف على الله واجب ، وأن وجود الإمام لطف ،
وأنه لابد أن يكون معصوما ، وأن العصمة لا تعلم إلا من جهته ،وأن الإجماع واقع
على عدم عصمة غير صاحب الزمان فيثبت وجوده " .
هكذا إذن صاغوا أدلتهم العقلية ،لابد من إمام ،لابد أن يكون معصوما ،لا بد أن
يكون من أولاد الحسين بن على ،لابد أن يكون ابنا للحسن العسكري ،لابد أن يكون
الحسن العسكري قد مات ، لابد أن يكون هو محمد بن الحسن العسكري ، لابد .. لابد ..
لابد ..
لكن من أين جاءت هذه الأمور كلها ؟! العقل يقول ذلك !!
ونحن نقول لهم جميعا : أثبت العرش ثم انقش ما شئت .
القول بأنه لابد من إمام معصوم يرجع إليه الناس في أحكام دينهم ، نقول :هذا حق ،
وهو واحد ،وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما باقي كلامهم أنه لابد أن
يكون من ولد الحسين وأنه هو المهدي المنتظر فهذا ما سيناقش في أدلتهم النقلية .
رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال :" إن الأرض لو خلت طرفة عين من حجة ،
لساخت بأهلها " الكافي ( 1 / 179) .
ورووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للحسين :" هذا إمام ، ابن إمام ،
أخو إمام ، أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم ، اسمه كاسمي ، وكنيته كنيتي يملأ
الأرض عدلا ، كما ملأت جورا " .
وقالوا : هذا الحديث مشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد توارثته الشيعة
في البلاد المتباعدة خلفا عن سلف ، وهناك أحاديث أخرى تدور حول هذا الموضوع بنفس
هذه الروايات تقريبا .
أما الأثر الأول وهو :" لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها " لا شك أنه
كذب ، وذلك أن الواقع يشهد ببطلانه ، وقد كانت فترات بين الرسل ، ولم تسخ الأرض
بأهلها .
وأما الحديث الذي نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :قال للحسين :" هذا
إمام ، ابن إمام ، أخو إمام أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم .. " لا شك أنه كذب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذا قولهم توارثته الشيعة في البلاد
المتباعدة ،خلفا عن سلف ،نقول هذا أيضا كذب حتى على الشيعة ، وذلك أن هذا الحديث
لا ينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فرقة واحدة من فرق الشيعة التي
بلغت قريبا من سبعين فرقة ،كلها تكذب هذا الحديث ، فرقة واحدة فقط من هذه السبعين
فرقة من الشيعة هي التي تؤمن بهذا الحديث ، أما سائر طوائف الشيعة فيقولون عن هذا
الحديث : إنه كذب كالزيدية والإسماعيلية والفطحية والكيسانية والبترية والجارودية
والمختارية والكربية والهاشمية والراوندية والخطابية والناوسية والقرامطة
والواقفة المنطورة والنميرية وثلاث عشرة فرقة أخرى كلهم خالفوا الاثني عشرية في
هذه العقيدة ، وقالوا إنه ليس هناك ولد بعد الحسن العسكري .
وأما الحديث الذي استدلوا به فالصحيح منه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا
تقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي ، اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي يملأ
الأرض عدلا كما ملأت جورا " كما بينا ذلك قريبا .
ومن الأدلة على كذب الحديث الذي استدلوا به ، أن كثيرا من الشيعة القدماء لم
يكونوا على علم به ، فدل على أن هذا الحديث ، مصنوع موضوع ، وضع بعد ذلك بمدة
طويلة .
ولذلك اختلف الشيعة تقريبا بعد وفاة كل إمام ، من يكون الإمام بعده ؟ وهذا زيد بن
على بن الحسين عم جعفر الصادق ،أخو محمد الباقر ،ابن على بن الحسين ، بعث إلى
الأحول وهو مستخف بعث إليه زيد بن على بن الحسين وطلب نصرته ، فأبى الأحول وقال
إن كان الخارج أباك أو أخاك خرجت معه ،أما أنت فلا ، فقال له زيد : يا أبا جعفر ،
كنت أجلس مع أبي على الخوان – يعني على طاولة الطعام – فيلقمني البضعة السمينة ،
ويبرد لي اللقمة الحارة ، حتى تبرد شفقة علي ، ولم يشفق على من حر النار ، إذ
أخبرك بالدين ولم يخبرني به ، فقال الأحول : جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار
لم يخبرك ،خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار – أي لا تقبل أن المهدي أو إن الإمام
بعد على بن الحسين هو أخوك محمد ولست أنت ، وبعد أخيك محمد هو جعفر ابنه ولست أنت
– قال : ما أخبرني أبي بهذا ، كيف أخبرك ولم يخبرني وهو أبي ، يشفق على من اللقمة
الحارة ، يبردها لي حتى يضعها في فيّ ، ولا يشفق عليّ من حر النار ، قال :خاف
عليك ألا تقبل فتدخل النار ، وأخبرني أنا فإن قبلت نجوت ، وإن لم أقبل لم يبال أن
أدخل النار " أخرجه الكليني في الكافي 1 / 174 .
وهذا الكلام باطل ، إذ يلزم من هذا ألا يخبر جميع أهل البيت أولادهم ولا أعمامهم
ولا أخوالهم ولا باقي أقاربهم ،خشية ألا يقبلوا فيدخلون النار ، وهكذا لا ينتهي
هذا المسلسل من الطعن في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، من شرذمة يدّعون
محبتهم الآن زيد وبعده سيأتينا الطعن في جعفر بن على الهادي ، كما طعنوا في أبناء
عم الحسن العسكري ، وقبلهم طعنوا في محمد بن علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن جعفر
الصادق ، وأولاد الحسن بن على ، والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وابنه عبد
الله بن عباس ثم يدعون بعد ذلك محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قبح الله
تبارك وتعالى هذا الحب !
وكذلك ما يدل على كذب هذا الادعاء أنهم يقولون ويروون إن الإمام السابق لا يموت
حتى يعلمه الله إلى من يوصي ،وأن الإمام التالي يعرف إمامته ، في آخر دقيقة من
حياة الأول ، وهذا موجود في كتاب تطور الفكر السياسي (ص64 )
وهذا زرارة بن أعين ،أوثق رواة الشيعة على الإطلاق ، ومن المقربين إلى الإمامين
الباقر والصادق ، يموت وهو لا يعرف إمام زمانه ، ولما وقع الموت في زرارة واشتد
به ، قال لعمته : ناوليني المصحف ، فأخذ المصحف وفتحه ووضعه على صدره وقال : يا
عمة اشهدي أن ليس لي إمام غير هذا الكتاب . هذا في رجال الكشي 139 .
ولما مات جعفر الصادق رضي الله عنه ، بايع أكثر أقطاب الإماميه ابنه عبد الله ،
وجاءوا يسألونه وهم هشام سالم الجواليقي ، ومحمد بن النعمان الأحول ،هذا الذي مر
بن قريبا ، وعمار السباطي وغيرهم حتى قال هشام بن سالم : خرجنا منه – أي من عند
عبد الله بن جعفر الصادق – ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد ، وهذا ذكره
صاحب الكافي الكليني 1/ 351 .
إن الأدلة على عدم إمامتي الثاني عشر كثيرة ، فمن كتب الشيعة ، ما روي عن على
الهادي – جد المهدي المنتظر على حسابهم - قال: أبو محمد ابني – الحسن العسكري –
أنصح آل محمد غريزة ، وأوثقهم حجة ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخلف ، وإليه
ينتهي عُرى الإمامة وأحكامها ، هذا دليل على أن ما في بعد الحسن العسكري أحد .
وكذلك جاء في الحديث : " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي اسمه على اسمي
واسم أبيه على اسم أبي ، والرسول صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم اسمه : محمد بن
عبد الله ، والمهدي عندهم اسمه محمد بن الحسن فكيف يكون اسمه على اسم النبي ،واسم
أبيه على اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، هذه إشكالية عظيمة !
ولهذا حل هذه الإشكالية أبو الحسن الأربلي فقال اسمعوا لهذا الجواب العجيب :
قال : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبطان أبو محمد الحسن وأبو عبد الله
الحسين ، ولما كان الحجة من ولد الحسين أبي عبد الله – الحجة يعني المنتظر من
أولاد الحسين أبي عبد الله – وكانت كنية الحسين أبا عبد الله ، فأطلق النبي صلى
الله عليه وسلم على الكنية لفظ الاسم ،لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه ، وأطلق
على الجد لفظه الأب فكأنه قال : اسمه اسمي فأنا محمد وهو محمد ] هذه ما فيها
إشكالية ، الإشكالية أين ؟ في اسم الأب [ وتواطئ كنية جده – الحسين هو أبو عبد
الله . وهذا في كتابه كشف الغمة في معرفة الأئمة 2 / 443
انظر أين رجع ، هذه تصدق على كل أمه محمد ، كل رجل اسمه محمد فتش عن أحد أجداده
من أبيه أو من أمه اسمه أبو عبد الله أو اسمه عبد الله كي يصدق عليه أنه المهدي
المنتظر .وهذا الهراء لا أظنه يقبله عاقل ولكن كما قال المتنبي :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم
جاء عند الكليني في الكافي ، ما يكذب هذا المدعى ، والكافي كما هو معلوم ، هو
أوثق كتاب عند الشيعة على الإطلاق ، فهذا كتاب الكافي للكليني عن الحسن بن على بن
محمد بن الرضا – قال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين : يا أبا بكر فما خبر أخيه
جعفر ؟ - يسألون أحد علماءهم عن جعفر أخي الحسن العسكري ، يعني عم المهدي المنتظر
– قالوا يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر ، قال : ومن جعفر ، فتسأل عن خبره ؟ أو
يقرن بالحسن جعفر معلن الفسق فاجر ، ماجن شريب للخمور ،أقل من رأيته من الرجال ،
وأهتكهم لنفسه ، خفيف قليل في نفسه ، " هكذا يقولون عن عم المهدي ، عن جعفر بن
على الهادي أخو الحسن العسكري ، انظروا كيف يسبون أهل البيت.
ثم يقول : لما اعتل الحسن العسكري ، بُعث إلى أبي ، إن ابن الرضا قد اعتل –مرض
الموت – فركب من ساعته ، فبادر إلى دار الخلافة ، ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة من
خدم أمير المؤمنين ،كلهم من ثقاتة وخاصته ، فيهم تحرير الخادم ، فأمرهم بلزوم دار
الحسن ، وتعرف خبره وحاله وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه -
الآن المريض الحسن العسكري ، الخليفة بعث ناسا ينظرون إلى الحسن العسكري حال مرضه
، وأرسل له الأطباء حتى مات الحسن العسكري ……
يقول : لما دفن أخذ السلطان والناس ، في طلب ولده يبحثون عن ولد للحسن العسكري –
وكثر التفتيش في المنازل والدور ، وتوقفوا عن قسمة ميراثه ، ولم يزل الذين وكلوا
بحفظ الجارية – أي جارية ؟ جارية من جواريه – شكوا أن تكون حاملا ، فإذا كانت
حاملا ، فالولد إذن هو ابن للحسن العسكري – يقول :حتى تبين بطلان الحمل ، فلما
تبين بطلان الحمل قُسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ". إذن هذه رواية الكليني في
الكافي 1 / 503 تثبت أنه لم يكن للحسن العسكري ولد .
يزعم الرافضة أنه عندما يخرج مهديهم أن أول ما يبدأ به هو إخراج خليفتي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وآله وسلم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فيعذبهما ثم يحرقهما ،
روى المجلسي عن بشير النبال عن أبى عبدا لله عليه السلام قال هل تدري أول ما يبدأ
به القائم عليه السلام قلت : لا ، قال : يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ،
ويذريهما في الريح ، ويكسر المسجد ) .
وفي رواية أخري طويلة يرويها الفضل عن جعفر الصادق وفيها : ( قال المفضل يا سيدي
ثم يسير المهدي إلى أين ؟ قال عليه السلام إلى مدينة جدي رسول الله صلى الله عليه
وسلم .. فيقول يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله ؟ فيقولون : نعم يا مهدي آل
محمد ، فيقول ومن معه في القبر ؟ فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر فيقول :
أخرجوهما من قبريهما فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما ولم يشحب لونهما … فيكشف
عنهما أكفانهما ، ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها … ) .
ويقول نعمة الله الجزائرى _ بعد أن ذكر رأيه في حكم لعن الشيخين رضي الله عنهما
وأنه من ضروريات المذهب عندهم _ وفي الأخبار ما هو أغرب من هذا ، هو أن مولانا
صاحب الزمان عليه السلام إذا ظهر وأتى المدينة أخرجهما من قبريهما فيعذبهما على
كل ما وقع من الظلم المتقدم على زمانيهما ، كمقتل قابيل هابيل ، وطرح إخوة يوسف
له في الجب ، ورمي إبراهيم في نار نمرود ، وإخراج موسى خائفا يترقب ، وعقر ناقة
صالح ، وعبادة من عبد النيران فيكون لهما الحظ الأوفر من أنواع ذلك العذاب .
هذا ما يفعله مهدي الرافضة _بزعمهم _ بخليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيري
هذه الأمة بعد نبيها ، أما ما يفعله بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ،فقد رووا
عن عبد الرحمن القصير عن أبي جعفر عليه السلام (( أما لو قد قام قائما لقد ردت
إليه الحميراء حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم لأمه فاطمة ، قلت : جعلت فداك ، ولم
يجلدها الحد ؟ قال لفريتها على أم إبراهيم ، قلت : فكيف أخر الله ذلك إلى القائم
؟ قال : إن الله بعث محمدا رحمة وبعث القائم نقمة ))
--------------------------------------------
----------------------------------------------------